المدير مدير المنتدى
عدد المساهمات : 141 تاريخ التسجيل : 28/05/2009 الموقع : منتدى الاسناوى
| موضوع: سامية الجزائري: الدراما السورية ضحية “مافيا” الإثنين يونيو 08, 2009 11:03 am | |
| سامية الجزائري: الدراما السورية ضحية “مافيا”
أثارت التصريحات التي أدلت بها النجمة السورية المخضرمة سامية الجزائري في الفترة الأخيرة موجة من المد والجزر في ردود الأفعال التي كان أكثرها ميالاً لتأييد رأيها في الحالة الفنية الدرامية في سوريا، فقد وصفت بعض المخرجين والمنتجين السوريين بأنهم “رجال المافيا” الذين يعملون على القضاء على الدراما السورية، فما الذي أوصل الحال إلى هذا الحد؟ وما الصور التي تسوقها “سامية” لتأكيد رأيها في ما أوردته؟ وما الحلول من وجهة نظرها لهذه الظاهرة التي وصفتها بالقاتلة؟ أسئلة كثيرة طرحتها “الخليج” على سامية الجزائري التي أجابت عنها بقلب محروق ولسان يبدو وقد جف لعابه.
مؤخراً اتهمت بعض المخرجين السوريين بأنهم “مافيا” يعملون من أجل القضاء على الفن في سوريا.. ما سبب كلامك هذا؟
- مرد ذلك إلى شعور أحياه اليوم، بولد أسهمت في تربيته وإنشائه وإيصاله إلى أعلى المراتب، وعندما وصل إلى مرحلة الرجولة يأتي من يريد قتله، الولد هو الدراما السورية التي مضى على دخولي عالمها أكثر من خمسة وثلاثين عاماً وقد عملت خلال تلك الفترة الطويلة مع الزملاء والأساتذة على وضع الدراما في المكان الذي تستحقه ويستحقه بلدنا، وإذ بيوم يأتي وفيه بعض المتطفلين من المخرجين الشباب وبعض المخرجين القدامى الذين كانوا في وقت مضى يعملون بإخلاص، ليقعوا لاحقاً في شرك المال، فساهموا في تحويل الدراما إلى نوع من المقاولات والفنان إلى سلعة تجارية يظنون أنهم يملكونها شخصياً.
نعم هم “مافيا” ويجب استئصالهم من الواقع الفني في سوريا لكي تعود للدراما قيمة في الشارع السوري وفي البيت السوري الذي لا يقبل البتة بما يفعله أولئك الغوغائيون.
هل من صور واقعية يمكن أن تسوقيها لدعم أقوالك حيال من تنتقدينهم كي تربطي بين الكلام والواقع؟
- مئات الصور بل آلافها يمكنني الحديث عنها هنا وفي أية وسيلة إعلامية، فعندما يجهد المخرج لأن ينهي عمله في فترة محددة لا تزيد يوما ولا تنقص يوما، وعندما يقوم على سبيل المثال بحذف عشرات المشاهد من النص الدرامي المكتوب كي يفي بالتزام يسميه هو “أدبياً” مع الشركة المنتجة. وعندما يعامل الممثلين على أنهم سلعة يملكها هو فلا يستمع لأية نصيحة أو ملاحظة بحجة توفر عشرات الممثلين بدلاً ممن ينتقده، وعندما يطالب بحقوقه من الفنان بأسرع وقت وبعدها يؤدي الحق المادي للممثلين بالقطارة.. كل هذه صور تؤكد كلامي وتدعم المعاناة التي نعيشها نحن الفنانين وخاصة فناني الجيل القديم الذي عمل بالمجان أحيانا من أجل خدمة الدراما السورية.
أقسمت وسأبقى على يميني بأن لا أعمل مع مخرجين كثيرين منهم القدامى وكانوا زملاء لي لسنوات ومنهم جدد تأثروا بشركات الإنتاج وبمخرجين قدامى، لن أعمل معهم حتى أراهم وقد تراجعوا عن خطهم التجاري في التعامل مع الفن ومع الفنان لأننا في عصر لا يحتمل فيه المظلوم جور الظالم.
بصراحة لماذا لا تشكلون أنتم ممثلي الجيل القديم والذين تصفون أنفسكم بالبنائين جمعية أو ملتقى خاصاً بكم تقودون من خلاله الفن حسب رؤيتكم، بدلاً من اعتراضات قد لا تجد آذانا صاغية؟
- فكرة جيدة وبناءة وقد نوقشت في السابق، ولكن أليس من المفروض أولاً أن يكون كل فناني الجيل القديم مستقلين بعملهم وشخصيتهم ومحررين من الارتباطات ب”مافيا” العصر الحالي.
فمعظم فناني الجيل القديم هم إما أصحاب شركات إنتاج يمارسون “المافيا” وإما مديرون لتلك الشركات أو على علاقة طيبة بها، وفي أحسن الأحوال تجد الشخص لا يهتم بأمر الجماعة بل يفضل الحصول على سلته حتى لو كانت فارغة من العنب.
حاولنا من قبل وتحديداً منذ مجيء الوحش الكاسر (المال) أن نوفر مظلة ذات قيمة إنسانية للفن، لكن كان الطبل في مدينة والزمر في مدينة أخرى. في الحقيقة لقد فقدنا الأمل في كثير من الزملاء القدامى وهذا واقع مؤلم بتنا نعيشه اليوم.
ما الحلول لهذه المشكلة التي تبدو عصية من وجهة نظرك؟
- هي عصية بالفعل ولا يمكن حلها على يد الممثلين مهما عبر بعضهم عن الاستياء، فالمطلوب في الدرجة الأولى هو اتخاذ قرار من الذين يملكون ناصية القرار وليس ممن تسري عليهم القرارات، وأقصد هنا أن المطلوب هو تدخل من قبل الدولة لحماية النجوم الذين تلألأوا في سماء الدراما السورية على مدار خمسة عقود وسهروا كثيرا وجاعوا طويلا وعملوا بمقابل بسيط أحيانا وبلا مقابل أحيانا أخرى حتى وصلوا بالدراما إلى سدة الصدارة عربياً.
تكريم شكلي
هذه أول مرة تقابلني صحيفتكم ولم يسبق لي أن امتدحت أحداً إلا من قدم شيئاً للدراما ولنا نحن مؤسسي نهضتها، لكن في بعض الأحيان تلتقون مع فنان مخضرم تم تكريمه شكليا في مهرجان ما أو في حفل سنوي فتسألونه عن رأيه بالتكريم فتراه يشطح بحديثه إلى الحديث والتهليل لمن نظم الحفل، ففي مهرجان دمشق السينمائي ينتقي القائمون على التظاهرة في كل عام خمسة إلى سبعة نجوم يتم تكريمهم في الافتتاح والختام بميدالية معدنية لا قيمة لها، وعندما تسأل الشخص المكرم تراه امتدح إدارة المهرجان لأنها اختارته، وفي الحقيقة أن الإدارة لا تكرمه عرفاناً بجهوده لدعم الفن، بل لأنها تكون في الوقت نفسه تكرم نجوماً عرباً وأجانب وأمام الضيوف لابد من حضور بعض الوجوه المحلية من باب اللياقة وهذه الأمور باتت معروفة ومكشوفة.
الوسط القاتل
بالنسبة إلى احتمال اعتزالي الفني كل شيء جائز، وكل بداية لها نهاية، فإن أموت وأنا بعيدة عن الشاشة والكاميرا احتجاجاً على قلة الوفاء وكثرة الإساءة للفن، أفضل بكثير من أن أموت وأنا داخل الوسط القاتل وحالياً أعيش على الأمنيات وأمنياتي أن يتعلم المخرجون والمنتجون من الدروس التي أودت بمصر إلى الحالة الدرامية المتراجعة وليس عيباً أن يتعلم المرء من أخطاء الغير. | |
|